-
القسم
مقالات الردود العلمية
-
عنوان المقال
الإستنساخ بين الوهم والحقيقة
-
كتابة
سلام الزبيري
-
مراجعة
علي الأزرق
الإستنساخ بين الوهم والحقيقة
• المقدمة:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أما بعد: يعرف الاستنساخ بأنه: توليد كائن حي أو أكثر إما بنقل النواة من خلية جسدية إلى بويضة منزوعة النواة، وإما بتشطير بويضة مخصبة في مرحلة تسبق تمايز الأنسجة والأعضاء. [المصدر: الاسلام سؤال وجواب]، والنوع الأول من أنواع الاستنساخ هو المقصود في المقال لدخول شبهة التخليق والإيجاد من العدم من جانبه.
• الاستنساخ حقيقة ولكن؛
الاستنساخ من حيث وجوده حقيقة علمية مثبتة ولكنه ليس على الصورة التي يروج لها أمثال (بريجيت بواسوليي) باعتباره علم مكتمل الحدود، حيث حذرت المؤسسة الوطنية لأبحاث الجينات البشرية بالولايات المتحدة (وهي مؤسسة بحثية حكومية في هذا المجال) من وجود مزاعم عديدة غير صحيحة ومنها كون "استنساخ البشر أمر سهل وتم بالفعل"، إذ ترد على هذا الادعاء بأنه لا توجد أدلة على نجاح استنساخ أجنة بشرية، وجميع الادعاءات والمزاعم الموجودة لا أدلة علمية عليها إطلاقًا.
أما من ناحية علمية فأنه من الصعب للغاية استنساخ خلايا جنينية بشرية بسبب خصائص متعلقة بنفس طبيعة الكروموسومات البشرية، إذ تؤدي إزالة نواة البويضة الإنسانية إلى إزالة عضيات ضرورية للانقسام الخلوي، والنتيجة هي عدم نجاح إنقسام الخلايا، وهذه مشكلة غير موجودة في الثدييات الأخرى مثل القطط والأرانب، وفي شأن متصل أيضًا: تشير المؤسسة إلى أنه لا توجد أدلة حتى الآن على إنتاج أجنة بشرية لغايات الاستنساخ العلاجي.¹
• هل الاستنساخ يعني الخلق والإيجاد؟
إن الحديث عن الاستنساخ وربطة بمسألة الخلق هو ربط خاطئ من جهتين، الجهة الأولى من حيث كون الاستنساخ ليس تكوين وإيجاد من العدم وإنما هو مجرد إيجاد آلية لنقل (ما خلقه الله) من نواة مجردة إلى (ما خلقه الله) من بويضة منزوعة النواة، وإن اختلفت آلية التزواج التقليدية فالأمر من حيث كونه إيجاد الله واحد..
وهذا الأمر لا ينكره حتى الملحد المادي فحدوث الشيء من العدم يتنافى مع أصول الإلحاد والتي تقر بوجود مسبب لبداية الكون (الإنفجار العظيم).
أما الجهة الثانية هو كون الجنين المستنسخ كائن آخر لا علاقة له بمن أُخذت منه الخلية، وان اشتركوا في بعض الصفات والخصائص كالطول والذكاء واللون.. الخ، وعادة ما تكون هذه الخصائص مشتركة بين الإخوة فالتشابة لا يعني التساوي وإلا لاعتبرنا التوأم أحادي الزيجوت شخصًا واحدًا لتشابهم في أغلب الصفات الخلقية والنفسية.
• النعجة دوللي:
هي أول حيوان ثدي يتم استنساخه من خلية حيوانية، وتم ذلك في معهد روزلين في جامعة إدنبرة في اسكتلندا بالمملكة المتحدة، والأمر الذي لا يعرفه الكثير أن النعجة دوللي أصيبت بالشيخوخة المبكرة وبسرطان الرئة وإلتهاب في المفاصل ما أجبر العلماء الذين قاموا باستنساخها على حقنها بإبرة خاصة لقتلها، وقال البرفيسور إيان ويلموت الذي قاد فريق الاستنساخ: إن ثمة قصورًا في أساليب الاستنساخ وتحتاج لمزيد من التطوير.
• هل نتائج العلم التجريبي صحيحة على الإطلاق؟
القول بقطعية النتائج البحثية هو أمر ينافي طبيعة العلم التجريبي نفسه، فمحدودية العلم الطبيعي لا تكفي للجزم بالنتائج، يقول العالم بيتر ميداوار (الحاصل على جائزة نوبل في الطب ١٩٦٠):
"إن وجود حدود للعلم شيء واضح من عجزه عن الإجابة عن أسئلة من مستوى ما يسأله طلاب الإبتدائية"
• خاتمة:
الإسلام لا يعارض العلم التجريبي الصحيح، بل حث الإسلام على طلب العلم ورفع الجهل عن النفس، ومما يدل على مركزية العلم في الإسلام هو كون أول آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، فمكانة العلم في الإسلام عظيمة، ولكن التحذير إنما جاء لمن يحاول الخلط بين النتيجة العلمية الصحيحة نسبياً بأمور لا علاقة لها بالعلم الحقيقي والمنطق كترديد بعض المصطلحات ضمن سياق الإستنساخ مثل (إحياء الموتى، خلق الحيوان، خلق الإنسان) فمحاولة جر الاستنساخ والذي بيّنا معناه سابقًا إلى مسائل لا علاقة لها به هو تحايل على العلم، وهذا من أوضح صور إمتهان العلم ومكانته.
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
• المصادر:
-الإستنساخ - د. أسامة أبو الرُّب - موقع الجزيرة¹
- الإستنساخ بين العلم والدين - إسلام اون لاين
- الإستنساخ البشري عصر جديد قادم - موقع العرب
- عملية الإستنساخ عبث بكرامة الإنسان... - إسلام ويب
- حكم الإستنساخ البشري - إسلام سؤال وجواب.