-
القسم
مقالات قضايا المسلمين
-
عنوان المقال
دفاعاً على أبو عبيدة وأهل غزة
-
كتابة
يعقوب القبلي
-
مراجعة
سلام الزبيري
دفاعاً على أبو عبيدة وأهل غزة
لعل الكثير منكم شاهد المقطع لذلك المتمشيخ الكذاب -هشام البيلي- الذي تبلغ طول لحيته مترًا، ولكنها لا تساوي جزمة أحدٍ منكم وهو يقول: يا أبا عبيدة جاهد بالسنن، ويتشدق ويتمسخر بأبو عبيدة، ويقول: علّم أبناء غزة الكتاب والسنة وعلم نساءهم لبس الحجاب الشرعي
وأنا أقول: والله أن أصبع أبو عبيدة التي ترتفع أفقه وأفضل بآلاف المرات من هذا المتمشيخ الذي يغر الناس بلحيته، وأن أبناء غزة أعظم منه.. هذا إن كان فيه ذرة من العظمة.
تعالوا لنتكلم عن أبناء غزة ونسائها ورجالها الذين يطعن فيهم هذا المخادع:
1- في سَنةٍ واحدة تُخرج مدينة غزة أكثر من عشرين ألف حافظًا للقرآن، وهو رقم لا يمكن أن يوجد في غيرها من مدن العالم المعاصر إلى هذه اللحظة.
2- كتائب القسام فِرق كثيرة ومن الشروط للإنضمام لهذه الكتائب هو التفقه في الدين، والعجيب أن هناك كتيبة من كتائب القسام لا يوجد لها مثيل في العالم كله، وهي كتيبة الحفاظ والإرتقاء لهذه الكتيبة يعتمد على التفقه في القرآن والعلم به أكثر فأكثر. يا للعجب!
3- أنت تقول يا متمشيخ جاهد بالسنة ونحن نقول كيف جاهد رسول الله يوم بدرٍ وأُحد وحُنين وغيرها من الغزوات.. أم أن قصدك بالجهاد بالسنة أن يربي المرء لحيةً طويلة ويطبَّع مع اليهود، أو أن يقصر ثوبه ويثبط المسلمين عن الجهاد في سبيل الله بل ويتشدق على المجاهدين.. ما هو الجهاد بالسنة في قاموسك، بالله أخبرني؟
قال الله تعالى: ﴿يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون * إلا من أتى الله بقلبٍ سليم﴾؛ إلا من أتى الله بقلبٍ سليم، وليس من أتى الله بلحية طويلة أو ثوب قصير أو أو..
وصدق من قال: اللحية التي لا تربيك لا تربها!
وصدق رسول الله ﷺ حين قال: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»، أو كما قال: ﷺ.
4- حين تنظر إلى المجاهدين في ساحات القتال لا تسمع منهم إلا ذكر الله أو تلاوة آيات من كتابه الكريم ومن ذلك قولهم: ﴿وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى﴾، وكذلك: ﴿وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون﴾ وغير ذلك من الذكر والآيات.. وهذا يدل على صدقهم مع الله حتى في الوقت الذي ينسى فيها المرء نفسه وهو وقت القتال وحمي الوطيس.
5- حينما ترى الأطفال الصغار والشيوخ الكبار بعد قصف منازلهم وقتل الكثير منهم يصبرون ويحتسبون ويحمدون الله على البلاء الذي لحقهم؛ فإن هذه الكلمات التي يقولونها بمثابة دعوة إلى الله وإلى هذا الدين العظيم؛ فأنت ترى نتيجة مقالاتهم هذه ودخول الكثير من الكفار في دين الإسلام.. فالدعوة إلى الله بلسان حالهم أثمرت أكثر بكثير من لسانك الذي لا ينفث إلا السم.
6- عندما تنظر إلى المجاهد في سبيل الله وهو يسقط في المعركة فإن آخر كلمات يتلفظ بها هو قول: "أشهدُ ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله".. وهذا يدل على حياة حافلة ومليئة بالزهد والورع وعبادة الله وحده. فنطق الشهادة عند الموت لا يلفظها كل من هب ودب، وإنما من امتلأ قلبه إيمانًا بالله، ويقينًا بلقاءه.
فبالله أخبرني أيها الشيخ، ما الذي تراه ناقصًا في أبو عبيدة وأهل غزة؟! إن كنت تحفظ القرآن فإنهم يحفظونه أكثر منك ولكن الفرق أنهم يعملون به ويطبقونه في واقعهم وأنت لا تعمل به، بل تتشدق، وتنفّر العوام منك.
إن كنت تدعي الفقه فإن فيهم الفقيه والعالم والداعية والحافظ لكتاب الله.
وإنما أردت أن تنال من أبو عبيدة و والله إنك أقل من أن تنال من جبل شامخ كأبو عبيدة.
والمنافقون متواجدون في كل زمان بل في أفضل زمان وهو زمان النبوة، حيث كان المنافقون وعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول يصلون خلف النبي مباشرة، ولكن الله يعلم ما تخفي الصدور.