• القسم
    مقالات قضايا المسلمين
  • عنوان المقال
    الحرب على غزة تسقط النظرة الرومانسية للغرب
  • كتابة
    أسيد علي سلامة
  • مراجعة
    سلام الزبيري

الحرب على غزة تسقط النظرة الرومانسية للغرب

Course Image

يرى بعض المسلمين في الغرب صفات التسامح والعدالة والمساواة والأخلاق وينظر فيهم نظرة المُخلّص والمنقذ للبشرية فُتصبح الهجرة إلى الغرب حُلم يرجى! ، وقد أدى هذا بالبعض إلى تغييب معيار البراءة من الكفار و الإخلال بمعيار التمايز بين الكافر والمسلم وربما يصل به الحال إلى ان يرى الكافر خيرا من المسلم الموحد!.

وهذه القناعات ترسخت لدى شرائح كبيرة من المسلمين لعدة أسباب منها:
• تفشي الجهل وانتشار التجهيل المتعمد
• الفارق المادي بين المسلمين والغرب في الجانب العلمي والإقتصادي والصناعي
• حالة القمع التي تمارسها الأنظمة العربية ضد شعوبها وتكميم الأفواه المعارضة
• العولمة والبروباغندا الغربية ودورهما في التضليل الإعلامي للشعوب المسلمة وذلك بتلميع الغرب وثقافته والتقليل من شأن المسلمين وثقافتهم ويتم هذا الأمر بابواق عربية مأجورة وعبر بعض الجامعات ومنظمات المجتمع المدني والوكالات الإعلامية.

في الحقيقة فإن هذه الأسباب صنعها الغرب بدعمه للأنظمة العربية وتمويلها ليسهل عليهم سرقة ثروات المسلمين ، فهذه الانظمة العميلة تنفق ميزانيات هائلة على الجيش والشرطة وعلى تقنيات التجسس على الشعوب متجاهلةً بذلك ساحات الإنفاق الكثيرة المؤدية للتقدم العلمي فبدلا من إنشاء مراكز البحوث العلمي والدراسات تسعى هذه الأنظمة إلى ترحيل أصحاب العقول الفريدة من المسلمين إلى الغرب ضمن ما يسمى بمنح التبادل الثقافي.

 

الإنهزام الفكري أمام الحضارة الغربية كان سبباً لنتائج وخيمة ولعل أبرزها إضاعة عقيدة الولاء والبراء عند المسلمين فيصبح الكافر -عند البعض- هو الممثل الحقيقي للاسلام بسلوكه الحسن وأخلاقه الرفيعة ضارباً بالعقيدة عرض الحائط!
• ومنها انه يؤدي بالبعض إلى الإعتقاد بأن كفار اهل الكتاب هم أهل ديانات سماوية ولا فرق بين الإسلام وبين تلك الأديان فيدعو نتيجة لهذه المقدمة الى وحدة الدين والمعتقد !
• ومنها تفضيل العلمانية (العالمانية) الكفرية على شرائع الإسلام فلا يجد في نفسه الحرج من إسقاط بعض الأحكام الشرعية (كحد الردة والرجم) لتحقيق علمانيتة.

ولكن الحرب على غزة أسقطت هذه النظرة الرومانسية عن الغرب وكشفت القناع عن الوجه الحقيقي فظهر للعيان مقدار الحقد والبغض الذي يُحمل تجاه المسلمين.
• فرأينا نظرتهم الحيوانية لأهل غزة واعتبارهم كالحيوان لا البشر!
• رأينا اهتمامهم الكبير بأسرى اليهود لدى المجاهدين مع تغاضيهم التام عن آلاف المعتقلين الفلسطينين ومنهم من اتم العقد الثالث في سجون الاحتلال!
• أظهرت حقدهم الدفين وبغضهم للمسلمين ليس إلا لأنهم مسلمين وهذه الخصائص الغربية تجاه المسلمين قد بينها القرآن الكريم منذ 1400 عام حيث أخبرنا ربنا عز وجل أنهم لن يرضوا عنا أبدا مهما قدمنا من تنازلات الا بترك هذا الدين قال تعالى: ﴿وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم قُل إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعتَ أَهواءَهُم بَعدَ الَّذي جاءَكَ مِنَ العِلمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصيرٍ﴾[البقرة: ١٢٠]
والنصوص الشرعية في ذلك كثيرة ليتعظ بها كل ذي عقل رشيد
والحمد لله رب العالمين ..